إبراهيم الهاشمي : ”
إذاعة «الأولى» التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث محطة إذاعية وطنية بامتياز، ولدت كبيرة بمحتوى برامجها المتميزة، ليس لأنها تتوجه للتراث الإماراتي وإبرازه والاحتفاء به، بل لأنها قدمت برامجها المختلفة عبر منهجية ذات مفهوم إعلامي راق، وباستراتيجية تعتمد على الحيوية والتجديد والابتكار، فطوعت التكنولوجيا لتقدم التراث بمفهومه العام في قالب حديث جذاب استطاع أن يصل لأغلب قطاعات المجتمع وفئاته العمرية، ولم تحصر نفسها في قالب مغلق لمفهوم التراث بل كانت تتعامل مع كل المعطيات والشؤون المجتمعية بروح عصرية وواقعية ومتطورة ومن خلال فريق عمل يعي واجبه ومهمته الإعلامية تجاه المجتمع.
وقد قدمت إذاعة «الأولى» برامج مميزة جداً خلال هذا الشهر الفضيل طوعت فيها الكثير من المفاهيم المتعلقة به وفي قالب جذاب سواء في تقديم مواضيع القيم والشيم والسنع المجتمعية التي تدل على التكافل والتعاون والمحبة والإخاء، أو في تقديم الأمثال الشعبية في قالب محبب، أو تقديم برامج مخصصة للأطفال والناشئة بروح عصرية تعاملت بأريحية وحب مع ما تقدمه وأرسلت رسائل توعية دون فوقية أو تعالٍ، أو تقديم نصائح طبية تتعلق بالصيام في قالب تمثيلي يجعل الفكرة تصل للمتلقي بشكل سريع وبسيط وسريع، أو تقديم حوارات ذكية تتعلق بقيم شهر رمضان المبارك وبطريقة تمثيلية راقية تصل للقلب دون أي عناء، مع التركيز على الهوية الوطنية في كل ما تقدمه من برامج. لن أذكر أسماء البرامج لأن كل البرامج التي قدمت في هذه الدورة الرمضانية كانت متميزة كل في مجاله وحقله، كل هذا يعني أن إدارة هذه الإذاعة عملت بوعي واستعدت لهذا الشهر بما يستحقه فعلاً، وتعاملت أيضاً معه بروح عصرية تناسب الزمن لكن دون إسفاف أو استخفاف أو استسخاف لعقلية المستمع، مقدمة نموذجاً حياً وعملياً لما يمكن أن يقدم من خلال وسائلنا الإعلامية للمستمع، وبشكل يتناسب مع هذا الشهر المبارك وروحانيته، وهو ما يمكن أن تتعلم منه أيضاً محطاتنا التلفزيونية.
إذاعة «الأولى» لا تستحق الشكر فقط، بل كل التقدير والاحترام سواء لإدارتها أو معديها أو مقدميها. إذاعة «الأولى».. لكم كل الامتنان. – See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/1008c5cb-3051-4107-888d-c7a3c35f7035#sthash.No15l1UI.dpuf